بائع المرايا

الوحيد الذي كنت أراه مبتهجًا في هذه المدينة التي صارت كئيبة مؤخرًا هو بائع المرايا؛ كأن العدوى لم تصبه، أو أنه بليد بما يكفي لرجل لا يؤثر عليه شيء مما أثر على الناس. كان متجره أول متجر تُشرع أبوابه من بين متاجر عديدة تصطف على طرفي الشارع الذي يأخذني إلى محطة الحافلات حيث أنطلق إلى عملي مصابًا بكآبة يلزمني ساعات لتتراجع حدتها. لكني مع الأيام صرت أتجاوز شيئًا من تلك الأحاسيس السوداوية وأنا أراه يلمّع زجاج المرايا بحب كبير كابتسامته التي ما انفك عن التحديق بها في مراياه وهو يميل برأسه مع نغمات موسيقا صباحية يبثها راديو عتيق معلق على الجدار. كل ما كان بيننا من علاقة هو تبادل طفيف لابتسامات سريعة وأنا أبطئ من خطواتي أمام متجره؛ لحظات كنت قد خططت أن أخبره بقدرتها على حذف كثير مما يؤلمني من كآبتي.

وبالفعل فقد خرجت في أحد الصباحات من بيتي قبل موعدي بربع ساعة لأمضيها معه قبل أن أيمم طريقي شطر عملي الذي كرهت من جملة ما كرهت مؤخرًا. ما إن وصلت باب متجره الذي لم تكن الموسيقا تتهادى منه كالعادة، ولم أجده يلمع مراياه، بل كان يتقافز كممسوس من واحدة إلى أخرى وهو يتفحص هيئته في المرايا التي تعددت أشكالها وأحجامها.

لم يشاهدني أقف ببابه حينما تفاجأت به يهشم المرايا بيده غير آبه بالدماء وهي تسيل منها، وهو يردد بغضب:
– ما الذي جري، ما الذي جرى؟
بقي يفعل ذلك إلى أن جلس أرضًا، وأرخى رأسه على ركبتيه، وراح ينشج بمرارة جعلتني أتجاوز ذهولي وأسأله:
– ما الذي جرى؟؟
*جلال برجس

هل المدونة الشخصية هي أفضل خيار متاح للمدون؟ — مدونة طارق ناصر

في سابق الأوقات، كنت حريصا على الكتابة في منصات مشهورة والتي يصل ما أكتبه فيها إلى أكبر عدد ممكن من القراء. منطقيا الأمر ممتع لأن عندما تعود إلى حروفك بعد مدة، وتجد أن الزيارات وصلت إلى رقم جيد، ستتحفز نفسيا وتواصل النشر هناك، لكن في الحقيقة هو تحفيز مزيف. مع الوقت عندما تصاب بنوبة التحفيز، […]

بواسطة هل المدونة الشخصية هي أفضل خيار متاح للمدون؟ — مدونة طارق ناصر

سوء استخدام اللغة

الدكتور حسين علي
أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس

     انشغلت الفلسفة بتحليل اللغة، بخاصةِ عند أصحاب الفلسفة التحليلية، وأنصار الوضعية المنطقية، التي ازدهرت في النصف الأول من القرن الماضي،  لتحديد العبارات التي لها معنى وفرزها عن تلك الخالية من المعنى، ودارت معارك طاحنة حول هذا الموضوع داخل الأبراج العاجية بين الفلاسفة بعضهم وبعض، ولم يُشْرَك فيها رجل الشارع، كأن الأمر لا يعنيه، مع أنها قضية بالغة الأهمية بالنسبة له، لأنها تدخل في صميم تكوين وعيه الثقافي. والسؤال هو: هل كل العبارات التي تتردد على الألسن لها معنى؟ أم أن هناك جملاً وعبارات كثيرة نتشدق بها ونظنها صحيحة، وهى في حقيقة الأمر لا معنى لها؟

هنا يتبادر إلى الذهن سؤال عن المعيار الذي بموجبه نحدد ما إذا كانت الجملة أو العبارة لها معنى أو خالية من المعنى. كيف نعرف أن هذه العبارة أو تلك صحيحة أو غير صحيحة؟ كيف نحدد ما إذا كان لها معنى أم لا؟ رأى بعض الفلاسفة المعاصرين (بخاصةٍ جماعة فيينا أصحاب الاتجاه الوضعي المنطقي) أن معيار صدق الجملة والعبارة هو مدى تطابقها مع الواقع. فإذا قلت: «إن الباب مفتوح» ونظرنا إلى الباب ووجدناه بالفعل مفتوحًا، فهذه عبارة صادقة ولها معنى، أما إذا كان الواقع بخلاف ذلك (أي كان مغلقًا) فهذه عبارة لها معنى أيضًا، وإن كانت كاذبة.

     ووفقًا للمصطلح المنطقي تسمى هذه العبارة «قضية» Proposition، وليست كل جملة أو عبارة هى «قضية». إن «القضية» هى التي يمكننا أن نحكم عليها بالصدق أو الكذب، أي التي يمكننا أن نتحقق من صدقها أو كذبها، فإذا قلت «الشمس ساطعة» فهذه قضية، لأنه يمكننا التحقق من صدقها أو كذبها، ولو قلت « 2 + 2 = 4 » فهذه أيضًا قضية صادقة، لأن هناك اتساقًا (أي عدم تناقض) بين طرفيها، أما إذا قلت: « 2 + 2 = 5»، فهذه «قضية» كاذبة، لأنه لا يوجد اتساق (أي يوجد تناقض) بين طرفيها.
وإذا قلت: « يوجد داخل هذه الحقيبة 3 كتب»، فهذه قضية لها معنى، ويمكنني التحقق من صدقها أو كذبها، عن طريق القيام بفتحها، فإذا وجدت بداخلها 3 كتب فهى صادقة، أما إذا كان بداخلها أكثر أو أقل من 3 كتب فهى كاذبة. في حين لو قلت: «يوجد داخل هذه الحقيبة 3 عفاريت»، فهذه ليست قضية، وهى جملة أو عبارة تخلو من المعنى، لماذا؟ لأنه ليس في وسعي التحقق من صدق أو كذب هذه العبارة، ففي حالة لو قمت بفتح الحقيبة ووجدتها خالية من العفاريت تمامًا، فمن الطبيعي في هذه الحالة ألا أرى شيئًا، لأنه لا يوجد أصلاً شيء. أما إذا كان بداخلها 3 عفاريت فإنني في هذه الحالة أيضًا لن أرى شيئًا، لأن من خصائص العفاريت أنها لا تُرى. وبالتالي في الحالتين لن أرى شيئًا، وسأعجز عن التحقق من صدقها أو كذبها، ومن ثمَّ فإن العبارة التي تقول «داخل الحقيبة 3 عفاريت» وما على شاكلتها من عبارات لا يمكننا التحقق من صدقها أو كذبها، هى عبارات خالية من المعنى، إنها ليست قضايا، إنها كلام فارغ، لغوNon Sense. سوء استخدام اللغة يؤدي إلى كثير من المشكلات الوهمية التي كان من الممكن تجنبها.

     إن ما نعنيه بسوء استخدام اللغة هو أن اللغة بوصفها مطواعة، فإنه من السهل الوقوع في شرك نحت ألفاظ ومصطلحات وهمية تترتب عليها أفكار ومعتقدات خاطئة. وسوف نضرب مثلاً: «الحصان الطائر». إن لفظ «حصان» يشير بوضوح إلى حيوان موجود في الواقع نراه ونلمسه ونركبه. وكذلك الأمر فيما يتعلق بلفظ «طائر» يشير إلى كائن حي موجود ممكن أن يكون عصفورًا أو حمامة أو صقرًا أو نسرًا … إلخ. ونظرًا لوجود الحصان والطائر، فإننا نسعى لتشكيل مصطلح جديد هو «الحصان الطائر»، ولأننا أوجدنا هذا المصطلح (في أذهاننا) نتوهم خطأً أن له ما يقابله في الواقع، نتوهم أن هناك حصانًا يمكننا أن نمتطي صهوته ويحلق بنا في السماء، ثم نبدأ في التفكير فيما إذا ما كنا سوف نطعمه طعامًا مما تأكله سائر الجياد، أم نملأه وقودًا كسائر الطائرات، وأين سيكون مكان اقامته؟ حظيرة كحظائر بقية الحيوانات؟ أم مبنى لتخزين المركبات؟ وهكذا نظل نفكر في موضوعات انطلاقًا من مصطلح أو لفظ لا يقابله أي شيء في الواقع.

     حقيقة الأمر أن المشكلة لا تتعلق بــ «الحصان الطائر» بقدر ما تتعلق بكافة قضايا الميتافيزيقا، التي ينظر إليها عدد من الفلاسفة المعاصرين بوصفها لا معنى لها ويطالب باستبعادها. إن الميتافيزيقا (أي ما بعد الطبيعة أو ما وراء الطبيعة) هى مبحث من المباحث الفلسفية الهامة التي تتناول بالدراسة موضوعات يعجز الحس المباشر عن إدراكها، مثل النفس، الروح، الله، الوجود، المطلق، الشيء في ذاته … إلخ. إن كتبًا ومؤلفات كثيرة تم تأليفها عن «النفس» مثلاً، وكيف أنها المحركة للبدن، وأنها خالدة لا تفنى بفناء الجسد، ووضع الفلاسفة براهين كثيرة ومتنوعة لإثبات «خلود النفس»، في حين يؤكد الوضعيون المناطقة ومن سار على دربهم أن كل القضايا المتعلقة بالنفس هي قضايا تخلو من المعنى، لأنه لا يمكننا التحقق من صدق هذه القضايا أو كذبها، ففي وسعنا أن نتحقق من وجود «الكبد» أو «الطحال» أو «القلب» أو «القولون» …إلخ، لكن أين عسانا أن نجد «النفس»؟ إن الحديث عن «النفس» – من وجهة نظر الوضعيين المناطقة – لا يختلف في شيء عن الحديث عن «الحصان الطائر»!!

     إن الوضعيين المناطقة يذهبون إلى أنه لا يمكن التحقق من صدق أو كذب القضايا الميتافيزيقية، ولذلك طالبوا باستبعاد الميتافيزيقا. ويرى «كارناب» Carnap أن القضايا التي لا تنتمي إلى المنطق والرياضة أو إلى العلوم التجريبية ، هى خلو من كل معنى. وقضايا الميتافيزيقا هى – في نظره – من هذا القبيل. ويتحدث الفيلسوف البرجماتي «وليم جيمس» William James بسخرية لاذعة عن كل من يشتغل وينشغل بالموضوعات الميتافيزيقية، فيقول عنه: «إنه أشبه بالأعمى الذي يبحث في غرفة مظلمة عن قطة سوداء لا وجود لها».

Human Relationships

   The existence of interactive relationships between people are necessities of life and communication between them, regardless of their sex, color or beliefs, and this type of relations needed by humans in their daily lives, as human needs are often related to what exists in other human beings, In many stages until it reached what it is now, and the evolution of these relations is subject to the timing and events automatically.
  The stages of the development of human relations; First: the beginning was the first meeting between people, and seeing the relationship at first glance, Second: Experience At this stage, acquaintance, and exchange of interests, whether political, economic, social, cultural or sports, Third: Enhancement At this stage, relations are strengthened and strengthened by frequent meetings, exchanges of visits and gifts, IV: Integration Here are similarities and intertwined interests, united in some situations, while keeping each of the elements of personality and entity, Fifthly: the link in which each party is committed to the other in many things, work, help, and solve problems.

  Types of Human Relations; The first, of these relations is the relationship of self: the internal axis of man, the better understanding of the human self and needs, and the discipline of his relationship with them, reflected positively on his relationship with others. Secondly, the relationship with people is the outer axis of human relations, in which human relations are regulated by several determinants such as religion, morality, principles, values and customs, and the good relations that are free of self-interest. Third, The relationship with God Almighty is one of the finest relations and the strongest and the best, they are directed and control of all categories and axes of human relations.

   Laws in Human Relations; First, the law of love, man tends to integrate with others within the parameters and influences of mutual love. Second, the law of conflict, a law that different people in understanding and management, and is influenced by several factors and determinants such as religion, principles, values, and human interests, and perhaps the difference of appreciation of the interest of the most powerful factors of conflict between humans. Third, values and ethics, where the values and ideals of many people affect the forms and patterns of their treatment together.

     Results of healthy human relations; When human relationships are based on sound foundations of religion, values, principles, customs and traditions, they inevitably lead to cohesion and interdependence among human beings, strengthen stability, promote progress and prosperity in all fields of life, and give a high cultural image of balanced and balanced human relations. The result is tragic for humans, where chaos prevails, selfishness and greed dominate human relations, conflicts grow and divides.

    I say: The reduction and limitation of high values such as right, goodness, justice and beauty in people or orientations, is a waste of its value and meaning, and the destruction of its total comprehensiveness in human existence, while at the same time is the indirect destruction and corruption of persons or trends reduced in them.

I am the Son of Nature, so do not transcribe my soul; the limits of sex, color, doctrine, geography and history …
You: Be a reflection of what you love to see in others.

حق الكلام!!

أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممّن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسبّبوا بأي ضرر للمجتمع، و كان يتم إسكاتهم فوراً.
‎أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل.
‎إنه غزو البُلهاء.
– أمبرتو ايكو

Citizenship for Jordanians

At the same time, there are many meetings that celebrate achievements and obstacles. The newspapers are filled with articles about women and the importance of their role in society.

The press is telling the government spokesperson that the government is considering granting “service benefits to Jordanian children” rather than “rights” Civil “and therefore it is not” stupid “!! We do not know what the government means by the term “servants’ benefits” and what is the legal root of this term!

The statement of the media spokesman for the government, that Dal Shi is indicative of the state of hesitation if not transfer the terror experienced by the government in taking a long-awaited decision, and return to the point of zero in a sterile debate, falling from his account that nationality is a universal right of human rights is an inalienable right “Article (6) of the Constitution stipulates that” Jordanians (male and female) shall be equal before the law, regardless of their rights and duties, and that they differ in race, language or religion. “

While Jordan has ratified international human rights conventions and the International Convention on the Elimination of All Forms of Discrimination, the State’s letter insists on treating women as second-class citizens and continues to practice double standards and selectivity on human rights issues, Itself as a reformed government with distinction!

It is time to name things by their names and to discuss the discourse that refuses “to grant Jordanian children married to foreigners their constitutional right to hold their nationality” and that governments overcome “shaky hands” on this issue. Civil society is not concerned with government deals and political maneuvers between this faction or that Since justice is the basis of the rule, the sons of Jordanians do not deserve civil rights or benefits, but deserve full citizenship without discrimination. We should not stop pretending and there is no need for any celebration of the day of women or children and we will withdraw from human rights organizations.

The bottom line :
Giving Jordanians married to foreigners full citizenship is a non-negotiable right, and there is no room for equitable solutions in a world that seeks social justice.

مقالة أولى على المدونة

هذه هي مقالتك الأولى تمامًا. انقر على رابط تحرير لتعديلها أو حذفها، أو بدء مقالة جديدة. استخدم هذه المقالة، إن شئت، لإخبار القراء عن سبب إنشاء هذه المدونة وما الذي تخطط للقيام به من خلالها. إذا كنت بحاجة إلى المساعدة، فاطلب ذلك من الأشخاص الودودين في منتديات الدعم.